بالأمس قام يزيد بهتك حرمة بيت الله الحرام ، في مرأى من المسلمين و كلهم استنكروا ذلك ، و أبعدوا يزيد عن الدين والإسلام لهتكه حرمات الإسلام ، و نحن ليومنا هذا نستنكر ذلك ، و لكن يا لغدر الزمان و طوارق الحدثان ، فما أشبه يومنا بأمسه ، يبدوا أنّ المسلمين نسوا أو تناسوا حديث الرسول الأعظم محمد { صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم } عندما قال : (( إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، و عترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً ، وهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض )) ، وهو بقوله هذا لم يستثني أحداً ، فما أغرب أن يستنكر المسلمين حرق القرآن في الدول الغربية و يخرجون بتظاهرات كبيرة جداً للاستنكار ، ثم يقوم البعض منهم بحرقه بنفسه ليقولوا هذا قرآن الصرخي !! و العياذ بالله . وفوق ذلك لا يسمحون للتظاهرات التي تشجب حرق القرآن على يد بعض من أدعى الإسلام ، و يحاربون المتظاهرين و يقومون بقمعهم بسائر الوسائل . فهل مُنزِل القرآن غير الله تعالى ، فأين حرمته يا مسلمين ألا تتقون الله في أفعالكم ، ألا تتفكرون أن حديث النبي عام و شامل و لم يستثني و لم يعذر فيه أحد ، فأما أنّ تحترم كتاب الله القرآن الذي هو القرآن لا يزيد عند فلان و لا ينقص عند آخر ، أو تكون ممن يحرقون كتاب الله الخارجين عن الإسلام و ما أبعدهم عنه ! أرجوا من المسلمين أن يفكروا قبل أن يتخذوا أي خطوة من الممكن أن تدمر دنياهم و دينهم و آخرتهم ، فلا تنغروا بقول فلان أو فلان طالما عارض كتاب الله و الحديث الشريف ، استغفروا الله وتوبوا قبل أن يأتي يوم لا مرد لكم فيه من النار ولا عاصم .