ودّ أن أشارككم إياه..
أجمعت كل ٱختباراتنا، وأجمعَ أيضًا كل علماء النفس، على أننا جميعًا نولد بٱحتياجين طبيعيين:
1 – الإحتياج إلى الحب.
2 – الإحتياج إلى القيمة أو الأهمية.
وإن لم يتم إشباع هذين الإحتياجين في الطفولة وفي المراحل اللاحقة فلا مجال إلاَّ لأن نتألم.
لكــن.. مـن منَّا حصلَ على القدر الكافي من الحب؟ ومن منَّا شعرَ بأهمية وجوده على هذه الأرض كما يتمنى؟
نعم.. كلنا يحتاج إلى ملء هذين الإحتياجين منذُ طفولته وحتى شيخوخته !!!
فالحب يحتاج إلى أن نختبرهُ، وحتى يُختبر، يجب أن يتم التعبير عنهُ تجاهنا.
وكلنا أيضًا نحتاج أن نجد من يفهمنا، ويتفَّهم كل صراعاتنا ومعاناتنا، وأن يملأ فراغ حياتنا..
ومن
هنا ٱنطلق كل واحد منَّا يفتش بطريقته الخاصة، عمَّا يُكمنهُ أن يكون
متنفسًا لهُ، وعمّن يوفِّر لهُ الحب الذي يحتاجهُ، وعمّن يجعلهُ يبدو ذا
أهمية وقيمة، فأضحينا في نفق طويل ومظلم، من علاقة حب إلى أخرى، ومن
مغامرة غرامية إلى أخرى، من سهرة إلى أخرى، وجربنا كل الإحتمالات: فلعلَّ
تناول الخمر وشرب الكحول يحلان المشكلة، أو فلنجرب المخدرات على أنواعها،
ناهيكَ عن ليالي الرقص الصاخبة والموسيقى المجنونة...
والصرخة واحدة :
أريد أن أملأ الفراغ في داخلي !!!
إلى أن أضحت شهوات ورغبات جسدنا تستعبدنا وتقودنا إلى حيثُ لا ندري..
لكنَّ المشكلة ٱستمرت، والسبب، أنّه لا يوجد إنسان على وجه الأرض، أو أي
مصدر آخر، يستطيع منحك هذا القدر الكافي من الحب والشعور بالقيمة، وملء
فراغ حياتك الداخلي، حتى أهلك وأصحابك ومعارفك وكل ما قمتَ وتقوم به من أمور...
أريد حلاًّ لمشاكلي هذه، وهذا هوَ المهم !!!
أليست هذه صرختكَ؟
صديقي:
إنَّ الحلّ يبدأ دائمًا عندما نكتشف سبب المشكلة التي نُعاني منها. وبما
أنهُ يبدو أن معظم مشاكلنا وصراعاتنا ومعاناتنا والفراغ الذي يملأ حياتنا،
هما حاجتنا الملحة لأن نكون محبوبين، ولأن نشعر بأهمية وقيمة، لذا تعالوا
نفتش معًا كيفَ يُمكننا إشباع هذين الإحتياجين المُلحّين، بطريقة أخرى غير تلكَ الطرق التي لم توصلنا إلى نتيجة بعد..
لا بل على العكس فقد زادت الوضع تعقيدًا..
لستُ أعلم ما هي تربيتك الدينية أو ما هيَ نظرتك عن الله ومدى علاقتك به:
لا يعني لكَ شيئًا؟
تراه غير مبالٍ تجاه مشاكلك؟
لم تسمع عنهُ؟
أم تراه المسؤول عن مشاكلك وصراعاتك؟
وتراه أيضًا قاسيًا وظالمًا؟
أو ربما تعترف بهِ إلهًا، لكنك تخاف منهُ وتعتبرهُ بعيدًا عنكَ ولا يُمكنكَ التكلم إليه؟